-

لتحميــــل الـعــــدد الثانـــي اضغط هنا - العودة للـعــــــــدد ألاول , أضغـط


الخميس، 22 أبريل 2010

jتكست - ثلاث قصائد : سنان انطون


ثلاث قصائد

* سنان أنطون


*الملاك الجديد

أعيش مع الموتى بقدر ما أعيش مع الأحياء

بول كلي

العاصفة تأخذ قيلولةً

تحت جناحي الملاك

لكن ملاككَ الجديدَ

مازال ينظرُ نحونا

ستستيقظ العاصفةُ عمّا قليل

وتواصلُ عملها الدؤوب

الحربُ جميلةٌ

هنا

في لوحتك

على جدارٍ في برلين

العويلُ غارقٌ في الألوان

لدي سؤال واحدٌ فقط:

ماذا سأفعل بعد أن أخرجَ من المتحف؟

فحالما أصل إلى الشارع

تحاصرني أكوامُ الموتى

الذين رآهم بنيامين في لوحتك

مازال الجدلُ مستمرّا

حول عدد الضحايا

ووسادتي ملأى بالأشباح



تاريخٌ آخر

- ماذا لوكان هناك تاريخ آخر؟

قالها بجدية.

- هل تريد أن ترى ما كان يمكن أن يحدث لو حكّمنا العقل؟

وأشار إلى شاشةٍ عليها لائحة بالقرون والسنين.

• كلُّ شئ هنا!

ضغطتُ على ”القرن العشرون“ ثم اخترت ”الحرب العالمية الثانية“ ثم ”ألمانيا“.

المشهد الأول (بالأبيض والأسود):

أدولف هتلر معلّم رسم في مدرسةٍ صغيرةٍ في برلين. متزوّجٌ من ايفا براون التي تعمل سكرتيرة في مكتب براتب جيد، لديهما طفل أشقر يُشْبِه أدولف اسمه هانز، تعيش العائلة حياة بسيطة نسبياً، إيفا تحلم بشقّة أكبر وبالسفر إلى باريس أو روما بعد نهاية الحرب، أدولف مزاجي وعصبي أحياناً، لكنه أب جيد وإنسان مسالم وقنوع وألماني فخور.

المشهد الثاني (بالأبيض والأسود):

أدولف وإيفا يقفان على جانب الطريق مع الحشود لتحية موكب الفوهرر المهيب، يهتف الجميع و يصفقون للفوهرر الذي يرفع، دون أن يبتسم، ذراعه اليمنى كرمح،أريد أن أرى الفوهرر يا أبي“ يهتف هانز، فيحمله أدولف على كتفه، يفرح الطفل وهو يلّوح للفوهرر ولحاشيته ويهتف ”هايل. . .“ يشعر أدولف بالفخر وبشيء من الغيرة، لكنه لا يقول شيئاً عمّا يدور بباله ولا حتى لإيفا، فستظنّه مجنوناً.

مُلاحَظَة عابرة

شفتاكِ ليلٌ ونهارٌ،

يقبّلان بعضهما البعض

في غفلةٍ من الوقت

أسكرا الشمسَ

فظلّت نائمة

حوّلا الأفق إلى نهرٍ

من كلام

يستحمّان فيه

ويسهران معاً

في صوتكِ


* شاعر وروائي عراقي يقيم في نيويورك

*عنوان لوحة شهيرة لبول كلي (١٨٧٩-١٩٤٠) أشار إليها والتر بنيامين في

أطروحته عن فلسفة التاريخ برلين، نيسان 2009


ليست هناك تعليقات: