-

لتحميــــل الـعــــدد الثانـــي اضغط هنا - العودة للـعــــــــدد ألاول , أضغـط


الخميس، 22 أبريل 2010

تكست - لماذا الوســــــــــــــيط : تكست

لماذا الوسيط ؟

كثير من الآراء الواردة في حيثيات العلاقة بين الخالق والمخلوق تورد أن ثمة تداخلاً جزئياً بينهما.بمعنى إن هناك جزء من الخالق في المخلوق وكذلك هناك جزءاً من ماهية المخلوق في كلية الخالق وهذا المذهب تناولته ألسنة شتى عبر مراحل تطور الفكر البشري خلال التأريخ المدون. إلا إن هذا المذهب يتسرب إليه الشك كونه يقع نقيض واقع العلاقة القائم أو المتداول بين الخالق والمخلوق ! إذ إن العلاقة القائمة أبداً هي ثلاثية الأطراف ولم تكن علاقة مباشرة بين طرفين !.


( صحيح أن هناك كثيراً من الأفكار الصادقة والكاذبة التي وصل إليها الإنسان لأنه يريد أن تكون الفكرة صادقة . وربما تولدت معظم الكشوف العظيمة عن الاهتمام بالوصول إلى شيء حقيقي . وعلى حين أن وجود مثل هذا الاهتمام قد يجعل الملاحظ مستريباً . إلا إنه لا يمكن أن يفند صحة تصور أو رأي . ومعيار الصدق لا يكمن في تحليل دافع ما . بل في فحص البنية التي تؤيد أو تدحض افتراضاً داخل الإطار المنطقي للافتراض .)


على هذا نؤسس السؤال الآتي : لماذا الوسيط بين الخالق والمخلوق وما هو الدور الحقيقي المكلف به هذا الوسيط ؟


ولماذا يعظم الطرفان الأساسيان جانب الوسيط . الخالق من جهته والمخلوق من جهته . في حين يظل الوسيط صاحب الحظوة والمكانة اللتين لا تخضعان لعوامل الفحص متى ما دخل حيز التكليف، ولنا في المدون من التأريخ الإسلامي شواهد تدل بوضوح على أهمية دور الوسيط . ففي ما أورده مثلاً كل من البخاري ومسلم في صحيحيهما : باب (الإيمان ) رقم 37 في البخاري وباب (الإيمان) رقم 57 في مسلم . من أن جبريل حضر متخفياً في صورة إعرابي مجلس النبي مع عدد من أصحاب النبي . وعندما سأل النبي جبريل المتخفي في صورة إعرابي عن (الإحسان ) فأجاب يقول: (أن تعبد الله كأنك تراه _ فأن لم تكن فأنه يراك ) .


وهنا ينبثق السؤال حول دور الوسيط . لماذا تدرجت أوجه الوسيط من التجلي الأعلى حتى هيأة إعرابي . ومن الملاك المقدس حتى ذلك المتمثل بشراً سوياً . لماذا يقحم الخالق بقدرته التي لاتـُحد أداة مهما تكن تسميتها ودورها بينه وبين خلقهِ. وبالتالي تأخذ هذه الأداة أدواراً تبتعد شيئاً فشيئاً عما يجب أن تضطلع به من مهام مع المخلوق تجاه الخالق . فتمارس سلطتها الممنوحة من قبل (الأعلى ) على الأدنى وتتحول إلى اقنوم تعبر خلاله إرادة المخلوق سواء يدري أو لا يدري . ويصدق القول في آخر الأمر : ليس الإنسان حراً في أن تكون له (مُثل عليا ) أو لا تكون ولكنه حر في الاختيار بين ضروب (المثل العليا) المختلفة .



ليست هناك تعليقات: