للتحميـــــــل اضغط : العدد الثاني
للعــــــــــودة الى صفحتنا الاولى ، اضغط
شعرية التفاصيل
ليست هذه الدراسة من الدراسات التي تحاول تقصي شعر شاعر معين في لغة أخرى غير لغته, محاولة بذلك إيجاد ما يسمى في النقد العربي القديم (وقع الحافر على الحافر ) بل هي في الحقيقة محاولة للتعرف على الأثر العام لشاعر كبير مثل يانيس ريتسوس على اللغة والثيمات في شعر عدد من الشعراء العرب الجدد الذين كان تأثير ترجمة ريتسوس إلى العربية واضحاً في طريقة مقاربتهم الشعرية للعالم. ومن المدهش أن تأثير ريتسوس في الشعر العربي المعاصر كان عبر ترجمته غير المباشرة إلى العربية عن اللغة الانجليزية أو عن طريق قراءة ترجمته إلى اللغات الأوربية مثل الأنجليزية والفرنسية .
ومع ذلك فإن تأثير القصيدة الريتسوسية يبدو واضحا في القصيدة العربية الجديدة منذ نهاية السبعينيات , خصوصا بعد أن ترجم الشاعر سعدي يوسف مختارات من قصائده القصيرة إلى العربية . ما يهمنا في هذا السياق هو إلقاء بعض الضوء على الأثر الذي خلفته هذه الترجمة لشعر ريتسوس في الشعراء العرب الجدد بدءاً من مترجمه سعدي يوسف وانتهاء بعدد من الشعراء الجدد الذين تصفى تأثير ريتسوس في شعرهم من خلال الترجمة المذكورة .
يانيس ريتسوس (1909 -1990) شاعر يوناني / كتب خلال السنوات الثمانين التي عاشها حوالي مائة مجموعة شعرية . وترجم العديد من شعراء العالم إلى اليونانية , وحصل على شهادات دكتوراه فخرية من جامعات مختلفة من العالم , كما حاز على جوائز شعرية عديدة , وقد حول الموسيقي اليوناني الشهير ميكيس ثيو دوراكيس بعضا من أشعاره إلى أغاني معروفة يغنيها الناس على إيقاع الآلات الموسيقية الشعبية اليونانية .
وتعد بادرة الشاعر العراقي سعدي يوسف المحاولة الرائدة في ترجمة شعر ريتسوس ففي عام 1979ترجم سعدي مجموعة (إيماءات ) وصدرت عن دار ابن رشد .بيروت, المستندة إلى ترجمة أنجزها نيكوس ستانجوس عن اليونانية (يانيس ريتسوس . قصائد مختارة.بنغوين 1974 ) .كما ترجم الشاعر والمترجم المصري رفعت سلام قصائد مختارة ليانيس تحت عنوان (اللذة الأولى ) والتي أصدرتها الملحقية الثقافية اليونانية بالقاهرة . بعد وفاة ريتسوس بحوالي عامين
في الصباح أبصرت للمرة الأولى عصفوراً
كان على ساق دقيقة لنبتة ذرة صفراء
نبتة يتزين بها الفندق البحري.
العصفور ينظف نفسه .
الساق تهتز .
عصفور ثان يأتي ,
الساق تميل .
عصفور ثالث.
الساق تسجد خاطفة .
فجأة ,وبخطفة واحدة , تطير العصافير الثلاثة
مبتعدة عن الفندق البحري...
وتحت قميصي ترتعش آلاف العصافير .
تشبه هذه القصيدة في بنائها قصائد ريتسوس القصيرةالتي نعثر عليها في مختاراته الشعرية باللغة الإنجليزية, أي تلك القصائد التي تعتمد مشهداً بصرياً يومياً ثم تقوم بتحويله في النهاية إلى مشهد فوق – واقعي , مشهد سوريالي.ولعل هذه الطريقة في البناء الريتسوسي هي التي جذبت عدداً من الشعراء العرب إلى أجواء ريتسوس))
(عباس بيضون وأمجد ناصر ونوري الجراح ولينا الطيبي ووليد خازندار )
الكتاب: شعرية التفاصيل
أثر ريتسوس في الشعر العربي المعاصر . دراسة مختارات
الناشر: منشورات الاختلاف –الدار العربية للعلوم ناشرون الطبعة الأولى آب /2009
الكاتب : فخري صالح . كاتب وناقد ومترجم من الأردن
ضمن فعاليات مهرجان المربد السابع دورة الشاعر بلند الحيدري جرى الاحتفاء بالشاعر الكبير ياسين طه حافظ
،من الوحش والذاكرة . إلى ما قاله آخر الخطباء أربعون عاما من الشعر.ومن جـَي بولتون إلى أناييس نن ثلاثون عاما من الترجمة وما بين أضلاع هذه السنوات كثير من الكتابات ولكنك بعد كل هذا الإبداع قلت:
(مـِتَّ محمودُ ؟ قبلك يحيى
وقبلك بدرُ
وقبلك عبد الوهاب
كلهم غادروا شاطئاً قلقاً
ومراكبهم غرقت في العباب
ووراءك هذا الذي لم يرَ الربح
وقد عاشرته الخسارات
شعراً وعمراً ... )
ديوان عالم آخر , قصيدة في موت محمود البريكان ص 115
- ما هو الربح بعد كل هذا العطاء ؟
* الربح هو أني احتفظت بإنسانيتي نظيفة والربح الأكبر هو أني كنت مخلصاً للناس والأدب والحياة. عملت جاداً وبكدح شاق لأقدم الكتب التي ذكرت . سعيد أني لا أشعر بالتقصير. فذلك ما استطعت ولعل الحياة تمنحني فرصة لأزيد من محبتي للأدب, للثقافة الوطنية وللناس في وطني.
،بالنظر إلى منجزك الشعري أنت تتميز بالكم ولك بصمتك الخاصة . ولكن مع هذا بقي اهتمامك بمحيطك الاجتماعي طاغياً على تجربتك . ألا ترى أن هذا النهج ينمط الشاعر ؟
* هذا النهج هو النهج الأحدث من حيث الحداثات الفنية وهو الذي يمنح النصوص فرصة وجود كما يمنحها عمراً أطول , لسبب بسيط أن الحياة وراؤها وهي التي تغذيها . شرط واحد يجب أن يظل محترماً . ألا يكون الكاتب متخلفاً فنياً وثقافياً عن منجزات وثقافة عصره.
،لقد قدم الشعراء الستينيون رؤى متقدمة في الشعر العراقي . هل يمكن إن نعثر على جيل آخر يترابط معرفياً في ظل التغيرات العالمية في الوقت الراهن وفي المستقبل ؟
* ليس المهم أن يكون جيلاً. إننا في أزمنة أفراد وحالات . هناك أسماء تحاول التجاوز , تحاول تجديداً أكثر نضجاً معرفياً . ربما شكلوا يوماً ظاهرة ،(إن تتلاشى / تلك فرصة الفرص ) يوجين مونتالي كتاب شعراء من الحرب العالمية الثانية 1986 ص 55 . لقد كتبت وترجمت الكثير عن الحرب , هل يعد هذا تأثير اً من المحيط العام للمنطقة والبلد . أم هو انجذاب نحو ما تخلقه الحرب من فكر يحتاج دوما لقراءة ثانية ؟
الاثنان معاً . المنطقة , البيئة أو المحيط العام ثم ألانجذاب لما هو إنساني وفني محترم . الإنسان يعمل ضمن ظروف. ويحاول أن يتقيها أو يفيد منها أو يثور عليها . المهم أن الحرب لم تفقدنا رؤية الأفضل.
،ما الذي ينقص في ترجمة الشعر خاصة فحوى الدلالة للمفردة أم قدرتها التوصيلية ؟
* المشكلة الأساس هي ترجمة الاستعارة. ثم الرؤية الشعرية للنص تبحث عن رؤية شعرية لمترجمه . بعد ذلك النص بلغة متقدمة يخشى عليه من الترجمة الخبرية (الناشفة) واللابليغة .
،من عمود الشعر إلى قصيدة التفعيلة إلى( قصيدة النثر ) مخاضات عدة . هل هي صراعات أيديولوجية تفرض أنماطا للتفكير تتمايز فيما بينها أم هي حركة الزمن التي تعمل بالتقادم ؟
* للحضارات مظاهر في الحياة الاجتماعية وفي الآداب والفنون . توجد قصائد نثر في العالم ولكن ليس بسعة النطاق عندنا . ترجمة الشعر نثراً أسهمت في ذلك وقد أستسهلها من لا يريد أن يتعب . لكن متعة الفن ولذة عمله وبهجة الانجاز في الصراع على المعوقات في التغلب على ما يربك و لا يطاوع
* قصيدة النثر مرتبطة بالتجديد المغري . أما وجود أمثلة عربية في تراثنا , فهذه لم تخلق قصيدة نثر وهي الآن صارت أمثلة للاحتجاج بها .
،في ما قاله آخر الخطباء : ذلك الصوت المتسائل عن أشياء كثيرة منها مثلا في (تجربة متأخرة / إلى ابن الفارض ) تقول : (هل تلك هي الدنيا التي تخفى عن الدنيا ) ألا يكشف هذا التساؤل عن نزعةٍ شكية ؟
* لا ليس شكاً . ولكن لا نرى الشعري ولا نرى المعنى الأبعد ولا نرى الجمال وراء المظاهر والأشياء ذلك الجمال البعيد عن الرؤية العادية هو ما يبحث الشعر وما تبحث عنه الفنون.
،إذا أردنا إن نعد التجارب التي ميزت الشعر العراقي وذكرنا أسماء من الستينيات إلى يومنا هذا من هم ؟
*لست مع تحديد الأسماء . كثير من الأسماء التي أغفلتها الدراسات أو( الذاتيات ) قدمت نماذج متقدمة , وأن كانت قصائد مفردات ,والحركة الستينية كأية حركة شعرية , لا توجدها بضعة أسماء . تاريخ الأدب يقول: وراءها حركة ثقافية وحركة الأدب. ودائما ما تنسب الظواهر للأكثر حضورا لكن من الخطأ أن نغفل تحولات الوسط الأدبي وتحولات الثقافة الأدبية.
،( قصيدة النثر ) كم يلزمها حتى تنال اعترافاً كاملاً بكونها جنساً أدبياً جديداً ؟
* لا شعر بلا موسيقى معلنة أو خفية. ولا شعر بلا شعر . قد تنال بعض الدول اللاشرعية اعتراف بعض الدول فيها.
،كيف هي علاقتك مع (الله )
* علاقة ودية . أحس أنه صديقي , وانه يحبني , ابعد عني شروراً كثيرة وانا مطمئن لطيف هو وغير مؤذ . اشعر بنوع من البهجة حين أرى بدائع أعماله
،الكلمة لك :
* ما يحتاجه الأديب هو أن يكون ذا روح صافية, ودائم التشوق للأجمل, وان يكون محباً حقيقيا لكوكبنا الأرض وما عليه من ناس وأحياء. بلا محبة , ليست الكتابة وحدها , ولكن الكتابة والحياة تكونان بائستين وبلا معنى . أملي كبير بالشباب ستتغير الحياة على أيديهم وأحبهم سأرتحل وأنا مطمئن على أمجادها ومباهجها. محبتي لكم ...
تكست
لماذا الوسيط ؟
كثير من الآراء الواردة في حيثيات العلاقة بين الخالق والمخلوق تورد أن ثمة تداخلاً جزئياً بينهما.بمعنى إن هناك جزء من الخالق في المخلوق وكذلك هناك جزءاً من ماهية المخلوق في كلية الخالق وهذا المذهب تناولته ألسنة شتى عبر مراحل تطور الفكر البشري خلال التأريخ المدون. إلا إن هذا المذهب يتسرب إليه الشك كونه يقع نقيض واقع العلاقة القائم أو المتداول بين الخالق والمخلوق ! إذ إن العلاقة القائمة أبداً هي ثلاثية الأطراف ولم تكن علاقة مباشرة بين طرفين !.
( صحيح أن هناك كثيراً من الأفكار الصادقة والكاذبة التي وصل إليها الإنسان لأنه يريد أن تكون الفكرة صادقة . وربما تولدت معظم الكشوف العظيمة عن الاهتمام بالوصول إلى شيء حقيقي . وعلى حين أن وجود مثل هذا الاهتمام قد يجعل الملاحظ مستريباً . إلا إنه لا يمكن أن يفند صحة تصور أو رأي . ومعيار الصدق لا يكمن في تحليل دافع ما . بل في فحص البنية التي تؤيد أو تدحض افتراضاً داخل الإطار المنطقي للافتراض .)
على هذا نؤسس السؤال الآتي : لماذا الوسيط بين الخالق والمخلوق وما هو الدور الحقيقي المكلف به هذا الوسيط ؟
ولماذا يعظم الطرفان الأساسيان جانب الوسيط . الخالق من جهته والمخلوق من جهته . في حين يظل الوسيط صاحب الحظوة والمكانة اللتين لا تخضعان لعوامل الفحص متى ما دخل حيز التكليف، ولنا في المدون من التأريخ الإسلامي شواهد تدل بوضوح على أهمية دور الوسيط . ففي ما أورده مثلاً كل من البخاري ومسلم في صحيحيهما : باب (الإيمان ) رقم 37 في البخاري وباب (الإيمان) رقم 57 في مسلم . من أن جبريل حضر متخفياً في صورة إعرابي مجلس النبي مع عدد من أصحاب النبي . وعندما سأل النبي جبريل المتخفي في صورة إعرابي عن (الإحسان ) فأجاب يقول: (أن تعبد الله كأنك تراه _ فأن لم تكن فأنه يراك ) .
وهنا ينبثق السؤال حول دور الوسيط . لماذا تدرجت أوجه الوسيط من التجلي الأعلى حتى هيأة إعرابي . ومن الملاك المقدس حتى ذلك المتمثل بشراً سوياً . لماذا يقحم الخالق بقدرته التي لاتـُحد أداة مهما تكن تسميتها ودورها بينه وبين خلقهِ. وبالتالي تأخذ هذه الأداة أدواراً تبتعد شيئاً فشيئاً عما يجب أن تضطلع به من مهام مع المخلوق تجاه الخالق . فتمارس سلطتها الممنوحة من قبل (الأعلى ) على الأدنى وتتحول إلى اقنوم تعبر خلاله إرادة المخلوق سواء يدري أو لا يدري . ويصدق القول في آخر الأمر : ليس الإنسان حراً في أن تكون له (مُثل عليا ) أو لا تكون ولكنه حر في الاختيار بين ضروب (المثل العليا) المختلفة .
*جمال جاسم أمين
(نحن القرويين العُزَّل
عندما لا نجد فسحة للرعاة
ننظر الى الناي ...
على انه ذكرى قصب)
هل نحن حقا قصب ؟ ولأننا كذلك نحترق سريعا ؟ ربما هذا الذي نقوله الآن هو دخان تلك الحرائق... عندما شعرت انني أفرط في الحزن استدركت وقلت له : يا صديقي لا أريد أن أُوجعك بهذا الكلام لأنني أعرف إن ما لديك من أوجاع يكفي لتأثيث مستشفى بأكمله !
واليوم أمامكم أيها الشعراء ... أقول الكلام ذاته .
الشاعر في أرض محروقة لا مصير له سوى الرماد ... ربما هذا هو مصير الكائنات التي تسير على عكازين من قصب فإذا أحترق العكازان، أحترق الطريق كله !
لا أدري لماذا كلما اسمع كلمة ( شعر ) أشعر بارتفاع ضغط الدم ؟
يوم كنا طلابا في الثانوية اتجهنا في نزهة صوب الشعر ، كنا نعتقد أنها نزهة لا غير، تسلية وجمال محض بل وجاهة أحيانا أن يصبح المرء شاعرا ،أما اليوم فلا أنصح أحدا بذلك ... أيها الإنسان خُلقت لتحيا فلماذا تبتكر موتك... ؟ الشعر في غير فضائه موت ،والقصيدة كفن نَزفُّ إليه الكلام ، قد أبدو متشائما بهذا المعنى ولكنكم تطلبون مني أن أتحدث عن الشعر .
اخترت في هذه الورقة أن أتنحى عن النقد قليلا ، النقد بوصفه تعاليا أو وصاية وهي مهمات تأكل من جرف الحرية ،ذلك لأنها تدفعني الى صرامة التوصيفات،
كتبت أكثر من كتاب كما يعرف الجميع بلغة نقدية خالية من روح الاشمئزاز التي أطلقها الآن بسبب السخام الهائل الذي يلطخ حائط الشعر .
وللأسف أقول : النقاد – غالبا – يشترون السخام بسعر المصابيح ،والقُرَّاء كُسالى ،ولكن تبقى حيرة الشاعر الذي يشعر بجسامة المسؤولية ،الشعر رسالتك التي تُهديها الى العالم بعد أن تتهم هذا العالم بالنقص فيطالبك بالكمال ... من أين أتيت بهذه الورطة أيها الشاعر ...؟ معادلة خاسرة : فردٌ بمواجهة عالم !
يُخطيء من يظن إن للشعر أصدقاءاً ، للشعر أعداء غالبا ، الشعر يبدأ غواية ... تشعر في بداية حياتك انك تسبح في بحيرات صديقة ثم تندم عندما تعرف إن موج هذه البحيرات ليس أزرق ... هنا عليك أن تنتقل من مطاردة الجمال الى الحكمة ... أظنني أذكركم بتجربة البريكان الذي تخلّى عن الجمال لصالح الحكمة وتخلّى عن الحكمة أخيرا لصالح الموت،هل يكتمل وجود الشاعر بموته... نعم أظن ذلك ، الشاعر لا يكتمل إلا بالموت... الموت هو القصيدة الكبرى والأخيرة أيضا .
أعتقد إن عُمّال ( المقابر ) أقصد ( الحفَّارين ) يفرحون لمثل هذا الكلام ويستبشرون خيرا ، يقولون: إن هذا الرجل يحرِّض الناس على رزقنا وأنا أقول هنيئا لكم بما كسبتم أيها الحفارون ... الناس هنا في حفرة أنتم تعمّقونها لا أكثر وتأخذون الأجر على مشقة العمق... العمق ليس مجانا بالتأكيد وإلا لماذا يصبح البعض شعراء... أنها شهوة العمق كما أنها الوعي بان السطوح خاوية ... الأرض كلما تنخفض تبتل ،تصبح أقرب الى الماء... ربما من هنا جاءت فكرة القبور ،المنخفضة ... البعد من زيف السطوح الى يقين العمق ( واعبد ربَّك حتى يأتيك اليقين ) بالموت يتحقق هذا اليقين... لا أدري هل هنالك رسائل يبعثها الموتى ؟ ليس في صالح الحفارين بالطبع مثل هذا التراسل إنهم حفارون لا غير وليسوا سعاة بريد .. إنهم يطمرون ، يطمرون فقط كما إن الشاعر وقتئذٍ لا يحتاج الى مثل هذه المراسلات .
الشاعر في مثل هذه المرحلة ينشغل بفهرسة الأسف ولمِّ شتات التصدعات ومعالجة الشيب الذي ينبت كل لحظة على فروة الكتابة... الشاعر هنا مأخوذ بالفقدان لا يحتاج الى أكثر من بسالة ملقط يستطيع من خلاله التقاط خرز أيامه التي انفرطت دون جدوى ...
قد يبدو الأمر مضحكا عندما يتراجع الإنسان عن رحلةٍ بدأها أو يكف عن السباحة في بحيرةٍ أكتشف أخيرا إن موجها ليس أزرق ...
قد يفهمها البعض على أنها مرحلة نضوب أو توقف لا أكثر وأنا أقول : أنها النقطة الأكثر تقدما على مسار الخبرة .
الشاعر عندما ينضج ينتقل من متعة الجمال الى لوعة الخبرة ، ذلك لأن الخبرة تختزل الجمال أيضا مثلما تختزل الألم بالدرجة نفسها .
هل الخبرة هي الألم ؟ نعم ولكنها جمال أيضا
من هنا نفهم الإلتباس .. الشاعر كائن ملتبس ، الناس عادة لا يريدون هذا بينما الشاعر يتورط... الناس يريدون أن يعيشوا على الأرض كسكان، أما الشاعر لا يكتفي بذلك .. الشاعر يريد أن يعرف اللحاء الذي يكوّن الشجرة .
للالتباس – عادة – بوابة لا تفتحها إلا مطارق الأسئلة والناس تكره الأسئلة ، خصوصا النساء ... النساء يتوهمن إن للشاعر حدائق لا تنبت فيها سوى شقائق ( الغزل ) بينما الشاعر في حقيقته صحراء تستدرج الحدائق .. الاستدراج يحتاج الى وقت والمرأة عجولة دائما لا تنتظر ... التعميم أحيانا مطب مثلما التجاهل غفلة ... ليس كل النساء بالطبع هناك القلائل ممن ينتظرن حدائق الشعر،ربما لم نصادف أحدا من هذه القلائل وأتمنى أن لا أصادف لأنني الآن لا أملك طاقة تكفي لذلك... الطاقة الوحيدة التي أملكها هي البكاء ... الإنسان بعد الأربعين يسهل بكاؤه كما يقول احد الكتّاب .
أظنني لم أصل الى أية خلاصة بل وصلت الى القصيدة التي تريدونها ... ليست هناك خلاصات هناك فقط قصائد.
* شاعر وكاتب عراقي
نظرية الترجمة من الألف إلى الياء
جيريمي مندي
ترجمة و إعداد :
* ا.د. كاظم العلي
1. مقدمة:
إنَّ دراسات الترجمة منهج أكاديمي بحثي حديث نسبيا توسع بصورة انفجارية في السنوات الأخيرة. و بينما كانت الترجمة تدرس في السابق ضمن عملية تعلم اللغة أو بوصفها جزءا من الأدب المقارن و ورش الترجمة و مقررات اللسانيات المقارنة، فإنَّ المنهج الحديث يدين بالكثير إلى عمل جيمز أس هولمز James S. Holmes الذي وضعت دراسته الموسومة “أسم و طبيعة دراسات الترجمة" “The Name and Nature of Translation Studies” أسم و بنية هذا الحقل المعرفي.و قد شكلت الفروع المتداخلة لدراسات الترجمة النظرية و الوصفية و التطبيقية الكثير من البحث الحديث و ساعدت في ردم الهوة التي اتسعت بين نظرية الترجمة و ممارستها.
2. نظرية الترجمة قبل القرن العشرين:
تمركز الكثير من نظرية الترجمة منذ شيشرو Cicero و إلى القرن العشرين حول الجدل المتكرر و العقيم فيما إذا كان يجب ان تكون الترجمات حرفية (كلمة بكلمة)Word for Word أو حرة (معنى بمعنى)Sense for Sense ، و هذه ثنائية ناقشها بصورة معروفة القديس جيروم Saint Jerome في ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية. و كان الجدل حول ترجمة الكتاب المقدس و كتب دينية أخرى مركزيا بالنسبة إلى نظرية الترجمة لأكثر من ألف عام. لقد كان المنظرون الأوائل مترجمين قدموا تبريرا لمنهجهم من خلال مقدمة للترجمة، و عادة ما اهتموا قليلا (أو لم يستطيعوا الوصول ) لما قاله آخرون سبقوهم. و أَشرت الثلاثية التي اقترحها درايدن Drydenفي أواخر القرن السابع عشر بداية تعريف للترجمة أكثر نظامية و دقة بينما كان لاحترام شليرماخر Schleiermacher للنص الأجنبي تأثير مهم على الباحثين في ألازمان الحديثة.
3. الخمسينيات و الستينيات من القرن العشرين:
أثيرت في خمسينيات القرن العشرين و ستينياته قضايا مهمة عن طريق اللسانيات. و المصطلحات الأساسية في هذه الفترة هي المعنى و التكافؤ Meaning & Equivalence ، التي ناقشها رومان ياكوبسن Roman Jakobson في 1959 و طورها بحيوية نايدا Eugene Nida الذي تحلل كتبه المعنى بصورة نظامية و تقترح أن الترجمة ينبغي أن تهدف إلى إحراز الأثر المكافئ equivalent effect .و بالرغم من الاستجواب اللاحق لعملية ذلك الهدف فإنَّ الأنجاز العظيم لنايدا يكمن في سحبه نظرية الترجمة بعيدا عن الجدل الرتيب حول الترجمة الحرفية و الترجمة المعنوية .و يضع مفهوميه عن التكافؤ الشكلي و التكافؤ الداينمي Formal Equivalence and Dynamic Equivalence المستلم receiverفي مركز المعادلة كما أن المفهومين تركا أثرا هائلا في المنظرين اللاحقين , و خصوصا في ألمانيا.
4. النظريات اللغوية:
شهدت خمسينيات القرن العشرين و ستينياته ظهور محاولات في التصانيف الموسعة للتغييرات اللغوية الصغيرة changes, shifts بين الأزواج اللغوية. و يستمر تصنيف فينيه و داربلنيه Vinay & Darbelnet الكلاسي في إحداث التأثير لحد اليوم و كان مفيدا في ابراز مدى واسع من تقنيات الترجمة المختلفة. مع ذلك، و كشأن كاتفورد J.C. Catford الذي طبق في الستينيات منهجا لسانيا مقارنا Contrastive Linguistics بصورة نظامية على الترجمة، فإن نموذجهما يعد نموذجا لغويا جامدا. إن تشوش حدود الصنف و الحساب الذاتي للتغييرات هي مشاكل استمرت بالتأثير على المحاولات اللاحقة مثل محاولة فان لوفن-زفارتvan Leuven-Zwart الذي يحاول نموذجها أن ينظم تقييم زوج لغوي (لغة مصدر و لغة هدف) و يربط التغييرات بمستويات الخطاب العليا. و يأتينا المدخل الأخر لتحليل التغييرات من جيكوسلوفاكيا في الستينيات و السبعينيات حيث اعتنى كل من ليفيLevy و بوبوفتشPopovič و مايكو Mikoعناية بالغة بترجمة الأسلوب.
5. نظريات الترجمة الوظيفية:
نقلت نظريات الترجمة الوظيفية و التواصلية التي تم تطويرها في ألمانيا في السبعينيات و الثمانينيات من القرن الماضي الترجمة من كونها ظاهرة لغوية جامدة إلى عدَّها فعلا من أفعال التواصل البينثقافي. و يربط عمل رايس Reiss الأساسي وظيفة اللغة و نوع النص و الجنس بإستراتيجية الترجمة. و أدمجت منهجها لاحقا بنظرية الهدف Skopos theory المؤثرة جدا لصاحبها فيرمير Vermeerحيث تتقرر إستراتيجية الترجمة بواسطة وظيفة النص/الهدف في ثقافة الهدف.و نظرية الهدف هي جزء من نموذج الفعل الترجمي translational action الذي اقترحته هولز مانتاري Holz-Mänttäriو الذي يضع الترجمة التجارية المهنية ضمن سياق اجتماعي ثقافي مستعملا مصطلحات العمل و الإدارة. و ينظر للترجمة بوصفها صفقة تواصلية تشتمل على المنشيىء و المفوض و المنتجين و المستخدمين و مستلمي نصي الأصل و الهدف. و في هذا النموذج، ينزل نص المصدر عن عرشه و تقيم الترجمة ليس عن طريق تكافؤ المعنى بل عن طريق كفايتها طبقا لهدف موقف نص الهدف كما يعرفه التفويض. و يبقي نموذج نورد Nord المصمم لتدريب المترجمين على السياق الوظيفي لكنه يُّضّمن نموذجاً لتحليل نص المصدر أكثر شمولية.
6. مداخل تحليل الخطاب و التنوع:
إنَّ مداخل تحليل الخطاب و التنوع مؤسسة على نموذج اللسانيات الوظيفية النظمية Systemic functional linguistics لهاليداي التي تربط الخيارات اللسانية المايكروية بالوظيفة التواصلية لنص ما و المعنى الاجتماعي الثقافي الكامن خلفه. و نموذج جوليان هاوس Julianne House (1977،1997) لتحليل التنوع مصمم لمقارنة زوج من نص مصدر- نص هدف فيما يتعلق بالمتغيرات الموقفية و الجنس و الوظيفة و اللغة، و لتحديد كل من طريقة الترجمة (المباشرة و غير المباشرة) و أخطاء الترجمة.و لقد وجه النقد إلى مدخل هاوس لمصطلحاته المشوشة و "العلمية"، و مع ذلك فإنه يقدم وسيلة نظامية للكشف عن بعض الاعتبارات المهمة للترجمة.
و يجمع عمل كل من منى بيكر (1992) و حاتم و ميسن (1990،1997) مدى من الأفكار من البراغماتية و اللسانيات الاجتماعية ذات الصلة بالترجمة و بتحليل الترجمة. و تحليل بيكر على وجه الخصوص مفيد في التركيز على البنى الثيمية و بنى التماسك لنص ما. و يمضي حاتم و ميسون اللذان يعملان أيضا ضمن نموذج هاليدي ابعد من مدخل هاوس في تحليل التنوع و يبدآن في تأمل الطريقة التي يتم بها مفاوضة و توصيل العلاقات الاجتماعية و علاقات القوة من خلال الترجمة.
7. نظريات النُظم المتعددة:
تنقل نظرية النُظم المتعددة لصاحبها إيفن-زوهار دراسة الترجمات من حالة التحليل اللغوي الجامدة للتغييرات و الهوس بالتكافؤ إلى تقصي موقع الأدب المترجم ككل ضمن الأنظمة التاريخية و الأدبية لثقافة الهدف. و يركز توري من بعده الانتباه على إيجاد منهجية لدراسات الترجمة الوصفية. و يدمج إطاره النظري الموجه نحو نص الهدف المقارنة اللغوية لنصي المصدر و الهدف مع اعتبار الإطار الثقافي لنص الهدف. و هدفه هو تحديد انساق السلوك في الترجمة و محاولة بعد ذاك "إعادة بناء" الأعراف الفاعلة في عملية الترجمة.و الهدف النهائي لدراسات الترجمة الوصفية هو اكتشاف القوانين الاحتمالية للترجمة، التي قد تستخدم لمساعدة مترجمي و باحثي المستقبل. و يبقى هناك عملية تحديد شكل مقارنة نصي الأصل و الهدف، و قاد باحثو مدرسة التعاطي مزيجا متفاعلا من النماذج النظرية و حالات دراسة في مطلع الثمانينيات، و من بينها مخطط لامبرت و فان غورب النظامي لوصف الترجمات. و طور جسترمان أيضا فيما بعد مفهوم الأعراف.
8.الدراسات الثقافية:
ركنت النظريات اللغوية جانبا و تركز الاهتمام على الترجمة بوصفها تحويلا ثقافيا و على تلاقح الترجمة مع مناهج نامية أخرى ضمن الدراسات الثقافية. و من بين الاهتمامات في هذا المجال:
· الترجمة بوصفها عملية إعادة كتابة ، و هو اتجاه تطور عن نظريات النُظم و كان رائده اندريه لوفيفر Lefevere، تتم فيه دراسة إيديولوجيات علاقات القوة الموجودة في شعريات الأنظمة - الأدبية منها و الثقافية على حد سواء و التي تتداخل مع الترجمة الأدبية بخاصة.
· الترجمة والجنس اي الجندر، و هو اتجاه يتمثل بمشروع الترجمة الأنثوي الكندي الذي وصفته شيري سايمون Sherry Simonجاعلا من المرأة حاضرة في الترجمة.
· الترجمة في النظرية النقدية المعروف ب ( مابعد الاستعمارية ) Post-colonialism، و هو اتجاه يمثله كل من شبيفاك Spivak و نيرانجانا Niranjana و كرونن Cronin تتم فيه مقارنة "زحزحة النصوص" و المترجمين العاملين في المستعمرات السابقة للقوى الأوربية أو بلغاتهم.
و ينير نيرانجانا على وجه الخصوص علاقات القوة في ترجمة الشعوب المستعمرة و يمضي بالترجمة ليساءل انحيازها الفلسفي و الأيديولوجي الغربي. و أخيرا، تستعمل الوحوشية البرازيلية Brazilian Cannibalism ، مثلما يمثلها دو كامبوس de Campos و فييرا Vieira ، استعارة التهام المستعمر (بكسر الميم) لتنشيط التراث البرازيلي المحلي.
9. ترجمة الأجنبي:
يتركز الاهتمام هنا على قضايا استراتيجيات الترجمة و دور المترجم الأدبي. و المصطلح الأساس هو مصطلح لورنس فينوتي "اللا مرئية" invisibility . و يشير المصطلح، في الثقافات الأنكلو – أمريكية، إلى الكيفية التي يتم بها جعل العناصر الأجنبية غير مرئية بواسطة كل من استراتيجيات النشر و بتفضيل نص هدف "فصيح" يمحو آثار كل ما هو أجنبي .يناقش فينوتي استراتيجيتين هما توطين الترجمة domesticating و تغريب الترجمة foreignising مفضلا الأخيرة ضمن سياسة "مقاومة" قيم الناشرين و المراجعين الأدبيين المهيمنة و المتمركزة إثنيا بشدة . و يناقش بيرمانAntoine Berman أيضا ، و هو ذو تأثير مهم على فينوتي، الحاجة إلى استراتيجيات ترجمية تسمح للعنصر الأجنبي أن يجرب ضمن ثقافة الهدف. و تتم مناقشة مساهمين آخرين في عملية الترجمة كالمترجمين الممارسين الذين غالبا ما ينظرون إلى أعمالهم بمصطلحات غامضة و الناشرين الذين يؤثرون و يتأثرون بعوامل السوق عالميا و كذلك المراجعين الذين يمثلون شكلا من أشكال استقبال نص الهدف.
و لعمل بيرمان و فينوتي صلات بكل من منظري الدراسات الثقافية و المداخل الفلسفية حيث يكون مفهوم الأجنبي و علاقته اللغوية و الهرمنيوطيقية و الأخلاقية بالأصل ذا قيمة أسمى.
10. نظريات الترجمة الفلسفية:
يفيد شتاينر George Steiner من التراث الهرمنيوطيقي الألماني في كتابه الموسوم "ما بعد بابل" الصادر في 1975، و هو عبارة عن وصف هائل للترجمة الأدبية، و الذي جعل الترجمة في حينه محط اهتمام العديد من غير المختصين. و تتفحص "حركته الهرمنيوطيقية" تفسير المعنى . و تؤكد ترجمات عزرا باوند Ezra Pound و نقوده الطريقة التي تستطيع بها اللغة أن تنشط نصاً ما من خلال الترجمة، بينما تتحدث دراسة وولتر بنجامن Walter Benjamin الموسومة "مهمة المترجم" “The Task of the Translator” بكثافة و شاعرية حول إطلاق لغة "نقية" من خلال الترجمة "الحرفية". و أخيرا "يقوض" دريدا Derrida بعض يقينيات الترجمة بما فيها التعارض بين لغة المصدر و لغة الهدف و ثبوتية العلامة اللغوية. و يثير هذا التدقيق لمبادئ نظرية الترجمة اللغوية قضايا تتعلق بنظام جديد لدراسات الترجمة.
11. دراسات الترجمة كمنهج متداخل:
مالت الدوائر الأكاديمية منذ فترة طويلة لاعتبار الترجمة كفعالية اشتقاقية و ترددت في قبول دراسات الترجمة كمنهج جديد. و لهذا السبب أستمر القيام بالكثير من البحث في دراسات الترجمة ضمن مجموعة متنوعة من الأقسام. و مدخل سنيل- هورنبي Snell-Hornby "الموحد" يعد محاولة لتجاوز الانقسامات بين التحليلات الأدبية و اللغوية للترجمة و هو مؤشر على المنحى الذي تتخذه دراسات الترجمة. و منذ ذلك الحين، تم التأكيد على تداخلية دراسات الترجمة و خصوصا في مجاميع من الدراسات تحتضن المدى الواسع للحقل، و إن وجدت الآن أيضا ضمن دراسات فردية. و تخلق هذه الدراسات الجديدة ، مثل دراسة هارفي ، التي تتطور من مجموعة من مناهج أخرى، منهجيات جديدة مناسبة لدراسات الترجمة. و قد يمكن هذا المدخل المتداخل حقا دراسات الترجمة لتلعب دورا بارزا في الجامعات ، غير ان هناك أيضا ميلا معاكسا يدفع نحو التشظي و التجزئة fragmentation ما دامت المداخل اللغوية و الثقافية تعارض بعضها الآخر. و من المحتمل أن يكون لنمو تقنيات جديدة، في هذا الحقل كما في غيره من الحقول، تأثير رئيس على نوع و شكل البحث المستقبلي حتى و إن بقيت تطبيقات ممارسة الترجمة إشكالية نوعا ما كما هي الآن.
* أكاديمي عراقي
جريــدةورقيـةألكترونيـــة
تكست : جريــــدة شهرية ثقافية مستقلة - رئيس التحرير: د. عادل الثامري - مدير التحرير: واثق غازي - هيأة التحرير: أ.م.عبدالستارعبداللطيف (العراق) - وليد هرمز (السويد) - اسماعيل غزاليّ (المغرب)
البصرة – العراق
الصفحة الرئيسة لتكست : جريــــدة شهرية ثقافية مستقلة
www.textbasrah13.blogspot.com/
الايميل الخاص برئيس التحرير
adelthamery@yahoo.com
الايميل الخاص بمدير التحرير
wah_tek2000@yahoo.com
للمراســلة
text.paper@ yahoo.com
مدير الموقع الالكتروني: عبدالستارعبداللطيف
ibnassad2005@yahoo.com